كتبت الجزء الأول بتاريخ 4 سبتمبر 2005
وإليكم التكملة بعد مرور عام إلا 3 أيام
الإلهام تأخر قليلا هذه المره
مذكرات عانس 3
المرأة المريبة
الجزء الأول
كنت جالسة بجانب قريبتي بالعرس الكويتي التقليدي نتفرج على العروسان والفتيات ترقصن من أول القاعة إلى أخرها، كان العرس ممتع ولكن عدد الجمهور كان قليل جدا بالنسبة لحجم القاعة الضخم مما جعلني أحصل على كرسي بالسطر الثالث على الرغم من وصولي متأخرة للعرس، أما بقية السطور خلفي فقد ظلت فاضية حتى نهاية الحفل.
حدث لي موقف غريب وأنا جالسة، فقد أحسست بوجود حركة من خلفي ولكني تجاهلتها معتقدة بأني أتخيل، فالقاعة كما ذكرت كانت شاسعة وشبه فاضية ولم أتوقع بتاتا جلوس نساء من خلفي، ولكني كنت مخطئة، فعندما زادت الحركة إلتفت لخلفي فوجدت إمرأة جالسة لوحدها خلفي تماما، تعجبت من وجودها في الكرسي الملتصق بي على الرغم من كثرة الكراسي الفاضية حتى أمامي، عموما، تجاهلت وجودها وأكملت الاستمتاع ببقية الحفل.
عندما غادر العروسان و جاء وقت العشاء، و بعدما توجهت معظم النساء إلى قاعة العشاء، لزمت مكاني بضعة دقائق حتى لا أزاحم الناس عند الأكل، وبينما كنت جالسة أتحدث مع قريبتي، نظرت لجانبي وإذ بالمرأة نفسها جالسة بقربي، قلت الأماكن أم ماذا، هنا حقا شعرت ببعض القلق....
الجزء الثاني
أكملت حديثي محاولة تجاهل وجودها وعلى أمل بأن تلحق ببقية المدعوات للعشاء، ولكنها ظلت مرابطة بمكانها حتى التفت ونظرت إليها بنظرة استغراب، فقد شعرت بمراقبتها لي طوال الوقت، حينها بدأت بالحديث معي، سألتني عن اسمي الكامل وعن اسم والدتي وعما إذا كانت قريبتي الجالسة بجانبي هي أمي، سألتني عن عمري، عن طبيعة ومكان عملي، أسئلة كثيرة ظننت من خلالها بأنها مشبهة علي كعادة بعض النساء حين تستوقفنني للسؤال عما إذا كنت قريبة فلانه أو علانه، سألت عن عنوان منزلي أيضا وحين عرفت إسم المنطقة والقطعة التي أسكنها سألتني إن كنت أعرف بيت فلان والذي يقع منزله على الشارع الفلاني، إسم لم أسمع به قط، حاولت جاهدة بوصفه ووصف بيته ولكن دون فائدة.
من هذا الشخص المهم الذي تسألني عنه؟ ولماذا تسألني عنه أصلا!
لقد كنت مندهشة من أسئلتها الدقيقة العديدة، أجاوب عليها جميعا وبكل صراحة و عبط إن صح القول، فمن تكون هذه المرأة المجهوله الفضولية وما الذي ترمي إليه من خلال هذا الإستجواب، عندما عرفت الأخت الفاضلة كل تفاصيل حياتي، سألتني عما إذا كانت لدي أخوات، فقلت لها نعم لدي أخت تكبرني ببضعة سنوات، فجاء سؤالها الذي صدمني: "وهل هي جميلة وطويلة وجسمها رشيق مثلك؟"
شعرت بالقشعريرة والاشمئزاز وكأنها كانت تغازلني، ترددت بالجواب فقلت:"هي أسمن بقليل مني".
لماذا جاوبت على سؤالها؟ لم تسألني عن أختي؟ لماذا جاوبت على كل أسئلتها؟ أفكار وتساؤلات عدة تملكتني، ولم أجد لها أية جواب.
الجزء الثالث
بدأت بالتحري عن أختي وتكررت الأسئلة عنها كتلك التي سألتني، سئمت الأسئلة وحاولت الفرار، إن كانت تفكر بخطبة أو بترشيح لماذا لم تكلم قريبتي التي كانت بمثابة والدتي، لم تحرجني بأسئلة عدة، ولم كل هذا الفضول، وإن كنت قد أعجبتها إذا لم سألت عن أختي التي لم ترها.
لماذا كانت تسجل أهم البيانات كالإسم والعنوان في مفكرة؟
كانت المرأة خمسينية، شعرها غير مصفف ولا يليق بحفل زفاف ولبسها كان بسيط جدا، كانت تجلس لوحدها، ولم أرها تكلم أو تسلم على أي أحد من أهل العروسين، أمرها كان مريبا، ولم أستطع الفرار بسهولة، كانت أسئلتها كثيرة وكان من الصعب علي أن أقاطعها وخصوصا لكونها كبيرة بالسن.
وأخيرا، حاولت أن أوصل المعلومة لقريبتي بأن تقوم فقامت، ولذت وراءها هاربة ومتعذرة من المرأة الغريبة، ولكن، وياللهول، المرأة لحقتنا الى قاعة الأكل!!!
الجزء الرابع
ما الذي تريده ياترى؟ مزيد من الأسئلة؟ حاولت أن أختبئ خلف المدعوين وألهي نفسي بالأكل، ولكن حتى الأكل لم أستطع أن أستطعمه، ياللمرأة المريبة، خربت فرحتي بالعرس وحتى عشائي، تركت صحني محاولة الهرب حيث أنها كانت تقترب مني أكثر فأكثر، أخذت كأس السفن أب لكي أروي ريقي الذي جف من الخرعة، وإذ بي أسمعها تكلم إحدي الفتيات وتطرح عليها أسئلة عدة كالتي طرحتها علي وبالأسلوب ذاته، ولصدمتي، كانت المواصفات الشكلية للبنت التي كانت تحدثها كمواصفاتي.
يا إلهي!
حينها استوعبت بأني كنت أتحدث مع خطابة!
هرعت لصديقتي التي دعتني للحفل وسألتها إن كانت تعرف تلك المرأة، فقالت لا، قلت لها عن الذي حدث ولكنها لم تهتم كثيرا بالموضوع، ربما لأنها كانت مشغولة باستضافة المعازيم، ربما لأن حضور خطابة لعرس أصبح شيء عادي حتى إن لم تكن مدعوة، وربما لأنها فرحت ( وهذا حقا ما حدث ) باحتمال خطبتي قريبا على يد الخطابة
الجزء الخامس
by shianlotta
وبعد مرور عام
إتصلت خطابة تسأل والدتي: "سمعنا بأن لديك بنات للزواج، حددي لنا وقت لو سمحت لنزوركم ونرى البنات ومن ثم نحدد أيتهما لنخطب"
أمي: "بناتنا لسن للبيع".
مذكرات عانس 4