Hisham

دقت الساعة التاسعة والنصف مساء يوم الجمعة واجتمعت العائلة امام شاشة التلفاز تنتظر بفارغ صبرها بدء حفلة البرايم لبرنامج ستار اكاديمي الذي اكتسح بقية المحطات بجذبه للجماهير من مختلف الأعمار والأجناس، التف الأبناء حول جهاز التلفاز ولم يعيرو اي انتباه لرب الأسرة الذي دخل كعادته مشتاقا لزوجته التي التقطت جهاز الريموت كونترول فور دخوله خوفا من أن يغير المحطة لمشاهدة احد برامجه المملة كموجز الأنباء، أو المصارعة الحرة، أو برامج حياة الشعوب، استلقى الأب مستسلما لرغبات زوجته المسيطرة ومتفهما لمرحلة المراهقة المتأخرة التي تمر بها، حكت الأم لأبنائها أهم أحداث البرنامج التي جرت اليوم وأبرزها خلال الإسبوع حيث أنها تشفق عليهم بسبب متابعتهم دروسهم ونومهم مبكرا للمدارس
،،الله يعطيهم العافية، ونسونا،، بدأت الزوجة الحديث لكي لا تشعر زوجها بالملل، لعل وعسى أن يشاركها متابعة البرنامج، همس الأب بصوت خافت:،، ليت الإرسال ينقطع وأتخلص من هذا البرنامج السخيف الذي لا يعرض سوى أجساد فتيات يافعات و استهبال رجال،، تذمرت الزوجة وقت الفاصل الاعلاني قائلة:،، البرنامج أصبح أغلبه تمثيل، فهم يفرضون عنصر التشويق المفتعل كخلق المقالب، وقصص الحب،، ... قاطعها زوجها قائلا:
واستهبال الشباب بوضع المكياج و خلق المواقف المضحكة، لم تتابعينه ان كنت تتذمرين منه،،
الزوجه:،، بس، لا أعلم، اعتقد بأني مدمنه، اعلم بأنه سخيف ولكن شيئا ما يجعلني أتابعه ،،،،حمدا لله، فهو لايعرف بأني مدمنة مدونات ابنتي أيضا ،،،،
تدخلت الإبنة قائلة:،،هل كانت لديك هواية في الصغر يا أمي،،
الأم:،،نعم، الخياطة،،
الابنة بتشوق :،،ولم لا تخيطين الآن،،
الأم:،، ولم أخيط،، لم أعد محتاجة لذلك،،
الإبنه:،،كل انسان لديه هواية ما لشغل وقته"،،
الأم بحزم وجدية :،،نعم كلامك صحيح فالتلفاز الآن هو هوايتي المفضلة،،
ذهلت الإبنة من جواب أمها وصمتت تتساءل عما اذا كانت مشاهدة التلفاز تعتبر هواية أم لا، اختلطت مفاهيمها،
ظهر بشار القيسي يغني: ،،اصغيره كنت وانت اصغيرون، قالو ترى ذوله يحبون،،
شهقت الأم وتمتمت:،،، يااااه ذلك الشاب خاطف القلوب، ليتني كنت مكان كاتيا،،،
الزوج يشعر بقليل من الغيرة ولكنه يمسك زمام نفسه حيث أنه لا يقارن نفسه مع مجموعة من المراهقين عبر التلفاز وتمتم لنفسه قائلا:،،الحمد لله والشكر لله، الله يهديك،،
جاء دور هشام السعودي ففرضت الزوجه الصمت حتى انتهى دوره فقالت:،،زوجي العزيز، حبيبي وقرة عيني، هل ستأخذني للمطار حين يزورنا هشام،،
الزوج:،،ألم تستسخفي الجموح التي توافدت العام الماضي لمشاهدة بشار وربعه،،
الزوجه:،،نعم، ولكن هشام مختلف، أشعر برغبة شديدة لاستقباله وحضور حفلاته، دمه خفيف ،،،،أخف من دمك، جذاب، ومزاجه يروق لي،،،،


خرج بشار من البرنامج، تنفس الأب تنفس الصعداء وقال لنفسه:،،،،،بقي واحد وتزول الطامة،،،،
قالها وهو لا يعرف بأن بشار ظل وسيظل مرات ومرات لأسابيع مقبلة،،،